إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مايو 2016

وحدة الجنس البشري

وحدة الجنس البشري : -



عندما يستمع بعض الناس الى هذا المبدأ , يزعم بأن هذا المبدأ غير ممكن تطبيقه , او انه يخالف الطبيعة الإنسانية , وربما يرجع ذلك لسوء فهم المفهوم نفسه , لذلك دعونا نبين اولاً ما هو معنى وحدة الجنس البشري .





ما هي وحدة الجنس البشري ؟

وحدة الجنس البشري بالتأكيد لا تعني ان يتحول كل البشر لشيءٍ واحد , او ان يصبح جميع البشر متشابهون , فإن هذا هو المستحيل بعينه , وهذا هو الذي يخالف السنن الطبيعية , فالإختلاف في الحضارات , وفي العادات والتقاليد اختلاف طبيعي بين الشعوب المختلفة , كما ان التفاوت في اختلاف السمات الشخصية والمواهب والميول بين الأفراد هو تفاوت طبيعي ايضاً ومفيد ايضاً , ولو ان كل الشعوب اصبحت متشابهة , وكل الناس اصبح لديهم نفس الميول ونفس المواهب , لما استقامت الحياة على الارض , فكل شيء في العالم مبني على التنوع واختلاف وتفاوت القدرات بين البشر , والاختلاف الحضاري بين الامم المتعددة اختلاف مقبول كذلك بحكم الظروف الجغرافية , والطبيعة الانسانية المجبولة على التأثر بالبيئة المحيطة .

لكن المقصود من وحدة الجنس البشري , هو وحدة الغاية , وان تعددت الوسائل واختلفت الجهود , اي ان تكون الغاية الواحدة لكل من على الأرض هي مصلحة البشر ككل , لا مصلحة امة على حساب اخرى , لا ان يكون هدفي هو الخير لأمتي , وهلاك باقي الأمم , بل الخير لكل امم الأرض والذين هم بشر مثلنا , ينفعهم ما ينفعنا ويضرهم ما يضرنا . 

تصور معي اخي الكريم , ان شخصاً يسكن في غرفة في منزلٍ ما , فقرر ان ينظف غرفته , فتخلص من القمامة والمخلفات التي في غرفته ورماها بغرفة اخرى يسكن بها شخص اخر في نفس المنزل , الم يزل المنزل الذي يسكن فيه هذا الشخص , وغيره آخرون , متسخاً وبه قمامة , ام ان تخلص الشخص من القمامة التي في غرفته بألقائها في غرفة الشخص الاخر ؟ , ثم تصور اخي الكريم , ان جميع سكان المنزل قرروا ان يتخلصوا من القمامة التي في المنزل بالكامل , لكنهم اخذوها فألقوا بها في شارعهم ! , هل حلت المشكلة ؟ , ام ان الشارع الذي يسكنوه اصبح شارعاً متسخاً ايضاً . 

هذا بالظبط ما تفعله امم وشعوب العالم , فكل امة تسعى في علو شأنها على حساب الامم الاخرى , وكأن ما يمس الأمم الاخرى لا يمس امتنا , بل وزد على ذلك ان كل شُعبة داخل الامة تسعى الى التفوق على حساب الشُعب الاخرى , بل زد على ذلك ان كل فرد يسعى لتحقيق منفعته ومصلحته الشخصية على حساب عموم شُعبته ! , لم يتبقى من هذا الا ان يتصارع الكبد مع البنكرياس وتتصارع الانف مع الاذن الخ , وطبعا هذا سيؤدي حتماً لهلاك الشخص ! , فإن صحة الجسد قائمة على صحة وسلامة كل اعضائه , وان اعترى احد الاعضاء سوءاً فإن الجسد كله يعتل بذلك !

فلن تقوم لأي امة قائمة , طالما افراد تلك الأمة يسعون لتحقيق منفاعهم الشخصية على حساب العموم , كذلك لن تقوم للعالم قائمة , ما دامت كل امة تسعى لتحقيق منافعها على حسب سائر البشر ! , 

المشكلة عزيزي القاريء هي في "الأنا" , هذه الأنا التي تفصل نفسها عن كل شيء , فترى نفسها احسن من اقرانها , وامتها احسن من باقي الامم , وتقبل من يقبلها , وتقاتل من يعارضها , هذه الأنا هي السرطان في جسد البشرية , فكما ان السرطان هو تحول وتمرد احد الخلايا داخل الجسم , كذلك الأنا التي تسعى للتفوق على الآخرين , بل وتحقيق منفاعها بغض النظر عن منافع العموم , هي سرطان سيؤدي حتماً الى الهلاك , فكلما زاد حجم هذه الأنا , كلما ضعف شأن هذه الأمة , وكلما تمسكت امةً بهذه الأنا , كلما كانت سرطاناً مدمراً في جسد الجنس البشري !

تأمل عزيزي القاريء كيف يعمل الوجود كله في تعاون وانسجام , فالشجر لم يرفض يوماً في ان يعطنا اوكسجين ويكتفي بثاني اكسيد الكربون الذي يأخذه منا ! , ولم ترفض المياه يوماً ان تسقي النبات , كل الوجود يعمل في تعاون وتعاضد , ولو تمرد شيء ,وقرر ان ينفصل عن الكل , باعتبار ان مصلحته تختلف عن مصلحة الكل , لهلكت كل مظاهر الحياة على الأرض .

لذلك فإن مبدأ وحدة الجنس البشري هو مبدأ طبيعي وفطري , بل وان حال من على هذه الأرض لن ينصلح الا بتعاون وتعاضد كل الأمم , فالأرض فيها من الثروات ما يكفي لإطعام كل جائع وايواء كل مسكين ! , فلو ادرك البشر فعلاً هذه الحقيقة , لما مات احد الخلق جوعاً في بقعة من بقع الأرض , بينما يموت آخر من الاسراف في الطعام في بقعة اخرى , ولأدرك البشر ان الأرض ملكُ لنا جميعاً , وان جميع مواردها هي حق لكل من عليها , وانه لا ينبغي لأحد ان يموت جوعاً بالرغم من ان الارض غنية بالموارد التي تكفي كل من على الارض , 

ولو ادرك من على الارض هذا المبدأ , لما انفقت الامم هذه الأموال التي تعجز الأعداد عن عدها في التسليح والاعداد للحرب ! , بل لتوجهت بهذه الاموال الطائلة لكل هؤلاء المحتاجين في العالم , ولو حدث هذا لأكفتهم تلك الاموال ولزادت عن ذلك !!!!!

فما الحرب الا صراع بين "الأنا" و "الأنا" , تلك الأنا التي تبتغي التفوق والعلو على حساب الكل , والتي هي المرض الأضر على الانسانية جمعاء , فالحقيقة ان كل البشر اخوة , هذه حقيقية بايولوجية , فإننا جميعاً ننحدر في النهاية من سلالة واحدة , سواء كنت تقول بالخلق والتصميم الذكي , او كنت تقول بالتطور , فا في النهاية كل البشر اخوة , لا يوجد عدو ! , انما الأنا تنهش مثل السرطان في جسد الأنسانية لتدمره , وهي الأنا التي تخلق العداوة والبغضاء بين الخلق والأمم . 

فإن اصاب البشر وباءً في مشارق الأرض , على جميع البشر ان يجدوا له حلاً والا انتشر الوباء في كل الأرض ولمرض كل البشر , وان انتشر العنف في مكان في احدى القارات , على حكماء وعلماء الأرض ان يتحدوا ويتوصلوا لحل لهذه الظاهرة , والا اصابت هذه الظاهرة باقي العالم بالضر , فالمرض الذي يظهر بأي مكان على الأرض هو مرض للإنسانية جمعاء , والظواهر السيئة حتما ستصيب البشر اجمعين ان لم يجدوا لها حلاً .





كيف يمكن تطبيق مبدأ وحدة الجنس البشري ؟ : - 





 كما تبين ان وحدة الجنس البشري ليست مجرد فكرة في اذهان الحالمين بل هي حقيقة , تجاوزها البشر من اجل مصلحة ومنفعة "الأنا" , وطبعاً ليس للأنا مصلحة بعيداً عن الكل , فلا تقدر الأنا ان تعيش بدون العالم , لذلك فمنفعة العالم وبقائه من بقاء الأنا , وعندما اتحدث عن "الأنا" فأنا اتحدث عن الأنا بكل مظاهرها , اي "الأنا" الفردية و "الأنا" الدينية و "الأنا" الاممية الخ , اي محاولة للبروز على حساب مصلحة العموم هي من الأنا . 

اما عن كيفية تطبيق هذا المبدأ , فابدأ اولاً بنفسك , ان لا تكون سرطاناً في المجتمع , بل اجعل مصلحتك هي مصلحة العموم , "لا مصلحة حزبك او مذهبك" , وتشاور مع من يشاركونك في الأمر , فإن كنت تسكن في بيت مع عائلتك , عليك ان لا تتخذ قراراً من تلقاء نفسك دون الرجوع لمن يشاركونك في السكن , فتشاوروا , ورجح ما يراه عموم من يسكنون المنزل خيراً لهم , واخضع لذلك من اجل مصلحة العموم , عمم هذه الفكرة في كل شؤونك في الحياة , في العمل , في الدراسة , مع الاصدقاء في كل شيء , وهكذا تكون انت داعماً لهذه الوحدة وصورة حقيقية في العالم لهذا المبدأ السامي .

اما ما يخص السياسة والرئاسة وما نحو ذلك , فربما لا يدرك العالم في وقتنا هذا هذه المباديء , لكن ان عمل كل من على الأرض على تطبيق هذا المبدأ في كل نواحي الحياة , وعلى تعميمه , وتعليمه , وترسيخه , حتماً وبكل تأكيد سيتغير المستقبل , فالتغيير الحقيقي لا يكون بتغيير الرؤساء والحكام , بل بتغيير البنية التحتية التي يخرج منها هؤلاء .





الدين ووحدة الجنس البشري : - 



ربما يجد البعض صعوبة في تطبيق وفهم هذا المبدأ , بسبب تعدد الاديان وتعدد الطوائف داخل كل دين وما نحو ذلك , وفي ذلك نقول - بفضل الله - ان الاختلاف والملل والطوائف ونحوها فهي من صنع البشر لا من صنع الإله , واما الإله فلم ينزل الا دين واحد اختلف الناس في فهم حقيقته ومغزاه , فمؤسسي الاديان او الرسل , منبع رسالتهم وفهمهم واحد , فكيف تتعدد الطوائف والنحل ان كان المصدر واحد والمطلوب واحد ؟! ,

ان الدين الذي انزله الله للبشر "او الاديان التي اسسها مؤسسوها" , قد جائت بالنحو الذي يناسب البشر في كل عصر , وهذا ربما هو سبب اختلاف اتباع الاديان فيما بينهم , فمثل الجنس البشري كمثل الإنسان نفسه , الإنسان في طفولته , غيره في صيبته , غيره في شبابه الخ , فما تقوله للطفل بالتأكيد لا ينبغي للشاب البالغ , وما تقوله للشاب البالغ بالتأكيد لن يستوعبه الطفل , وهكذا , فكانت الاديان تنزل من حيث الناحية التشريعية والعقائدية على النحو الذي يناسب الأمة التي يخاطبها الدين , سواء من الناحية الزمانية او من الناحية الجغرافية .

فالله سبحانه وتعالى عنده خزائن العلم كله , وهو منزه عن ان تحد كلماته مجموعة كتب , حتى وان كان هو من اوحى بها , فإنه قد اوحى بها بما يناسب البشر في وقتها واوانها لا بما عنده سبحانه من علم لا نهائي لا تقدر الصحف على احتوائه , لذلك يقول القرآن " قل لو كان البحرُ مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً" . ولذلك قال السيد المسيح " السماء والأرض تزولان لكن كلامي لا يزول " , فكلام الله وعلمه لا زوال له ولا حد له , لكن ادراك البشر هو الذي يكون محدوداً بالزمان والمكان .

يتفق اهل الكتاب بإجماعهم على وحدة الدين , فاليهود يؤمنون بأن كل ماهو موجود في اسفار التوراة يشير الى حقيقة واحدة ويعني شيء واحد , بالرغم من تنوع الانبياء وتعدد الاسفار , كما يتفق المسيحيون على وحدة رسالة الانبياء , التي يرون انها حققت مقصدها بظهور السيد المسيح , كما يرى المسلمون ان الاسلام هو دين ابراهيم واسحاق واسماعيل وموسى وعيسى والحواريون ومحمد عليهم جميعاً التحية والثناء .

اما المشكلة فتكمن في ان اتباع تلك الديانات بالرغم من اتفاقهم على وحدة المقاصد ووحدة المصدر , الا ان كل امة ترى ان عندها الحق كله , وان الامة الاخرى لم تصيب من الحق شيئاً , فيرى اليهود ان المسيحيون ليسوا على شيء , بالرغم من ان النور الذي ظهر من مشكاة عيسى عليه السلام هو ذاته الذي ظهر من قبل في مشكاة موسى وانبياء بني اسرائيل , لكنه رفضوا الاعتراف به لأنه ظاهراً قد خالف ناموس وشريعة موسى , والتي قد قال السيد المسيح انه ما جاء لينقضها بل ليكملها "ماجئت لأنقض الناموس بل لأكمله" لكنه ظاهراً قد عطل بعض احكام التوراة , واضاف احكاماً اخرى لم تكن موجودة في ناموس موسى , لكن في الحقيقة هذا التعطيل للأحكام وهذا التشريع الجديد الذي جاء به عيسى هو عين التكميل لشريعة موسى , فما كان صالحاً في اوان موسى لم يعد صالحاً في اوان المسيح , وما كان البشر لا يطيقون سماعه ولا يسعهم فهمه في عصر موسى , اصبح البشر في عصر المسيح قابلين ان يسمعوه او يفهموه , فهذا هو معنى التكميل , فالأديان لا يناقض بعضها بعضاً , بل ان الدين ينزل من عند الله بقدر استعداد البشر وقابلتيهم للفهم , لذلك نرى اختلاف ظاهري بين الاديان , بالرغم من ان الدين في الحقيقة هو دين واحد , ولو جاء موسى في اوان عيسى لقال ما قال , لكن وبسبب تشبث الناس بالموروث القديم , وتمسكهم بالأنا الخاصة بأمتهم ودينهم اصبحوا غير قادرين على رؤية شمس الحقيقة تسطع من جديد في هيكل السيد المسيح كما سطعت من قبل في هيكل موسى الكليم عليهم جميعاً الصلاة والسلام . 

لذلك فإن رفض المسيحي اليهودي بقوله لست على شيء , فهو بالتأكيد مخطيء , لأنه ما زال يقتاد بموسى عليه السلام والذي ظهرت منه نفس الشمس التي ظهرت في المسيح , لكنه بالتأكيد خسر المائدة المباركة التي نزلت من سماء الدين الى عالمنا الانساني في عصره المبارك , وخسر المعاني العظيمة , وخسر كذلك فهمه لما اشكل عليه فهمه من الكتاب الذي بين يديه , والذي بينه المسيح في كلماته المباركة , لكن لا يصح ابداً القول بأن اليهودي ليس على شيء .

ثم عد رواية هذه القصة , فالمسيحيون احتجبوا عن رؤية النور المسيحي متجلي عياناً بياناً في هيكل محمد عليه الصلاة والسلام , للإختلاف الظاهري بين ما شرعه محمد (ص) وما شرعه السيد المسيح , وكذلك للإختلاف العقائدي الظاهري بين ما قاله محمد (ص) في المسائل الجوهرية في المسيحية , وبين ما قاله السيد المسيح , فهذا لا يفيد خطأ محمد (ص) ولا صحة كلام محمد (ص) تفيد خطأ السيد المسيح حاشاه , بل ان الدين ينزل بلغة القوم وبلسانهم , والمفاهيم والمعاني تقال بحسب استعداد ادراكهم لذلك . 

لذلك وجب نزول الدين في كل عصر واوان , على النحو اللائق بالتطور الذي هو سُنة ثابتة مستمرة في الجنس البشري , فما كان صالحاً من قبل , قد لا يكون صالحاً الآن , وهذا لا يعني بأي وجه من الوجوه خطأ ما جاء به الأنبياء والرسل , بل يعني تطور ونمو الجنس البشري لمرحلة مختلفة من الادراك , مما يستدعي وجود تشريع الهي ملائم لهذا التغيير , ويستدعي رشحاً جديداً من المعاني المخزونة في العلم الالهي والتي اصبح البشر في حاجة ماسة لها في هذا العصر , كما هم بحاجة دائمة للهدى الالهي في كل وقتٍ وحين .

ما نراه اليوم من تعارض صارخ بين المدنية والتدين , لهو اشد ما يشير الى هذه الحاجة لملائمة التشريع الالهي مع احتياجات العصر , فنرى الآن في مجتمعنا انقسام كبير , فطائفة من الناس تتمسك بالتدين , وتبقى بمعزل عن الافكار الحداثية والأسألة الوجودية المطروحة في هذا العصر , وطائفة اخرى تتجه للحداثة والليبرالية والعِلمانية وترمي الدين وراء ظهورها , فما امس الحاجة اليوم لهذا الخطاب الالهي الذي يلائم العصر , ويجمع بين المدنية والتدين , وبين العلم والدين , ويزيل التعارض الظاهري بين امم وملل العالم , ويأتي بفهم جديد للدين , ومعاني جديدة لصلة الانسان بالله والغاية من وجوده . 



خاتمة : - 



خلاصة القول , ان دين الله واحد منذ الازل والى الأبد , لكن هذا الدين ينزل بقدر ما عند البشر من استعداد وقابلية , لذلك لا تعارض بين دين واخر وبين رسالة اي احد من الرسل , انها علاقة تكاملية لا تناقضية , وسيستمر الدين في النزول على البشر , وبالرغم من ذلك سيبقى دين الله واحد في مقصده ومصدره , ولا يكذب الدين الاحدث الدين الاقدم او العكس , فلو ادرك البشر هذا لتوقفوا عن الصراعات التي لم تزيدهم الا انقساما , ولم تفعل شيء سوا اشعال الفتن التي ادت الى اسالة بحور من الدماء بين الامم , فما دام دين الله واحد , وكل الناس على حق وهداية من الله , فما الداعي اذاً للصراع والجدال , وان كان مطلوبنا جميعاً هو ان نكون اناساً صالحون صادقون نعمر ولا نفسد , فلما لا نتعاون فيما بيننا لتحقيق هذه الغايات , بدلاً من ان نتصارع فيما بيننا ليثبت كل منا حقية نفسه , فلو طبق اليهودي الوصايا العشر المكتوبة في ناموس موسى فقط , وطبق المسيحي وصايا السيد المسيح , وطبق المسلم القواعد الاخلاقية التي تقربه من منزلة النبي (ص) كما قال "اقربكم مني منزلةً احسنكم خلقاً" , لأصبح العالم مكاناً افضل للعيش لنا جميعاً , ولا يستثنى من ذلك الشخص الذي لا يصدق الاديان , وبعيداً حتى عن كل الاديان , فكلنا نريد ان نكون اشخاصاً افضل وان نعيش في سلام مع انفسنا ومع العالم وان نساعد الآخرين , فلما لا نتفق جميعاً على ما يجب علينا فعله , ونذر النزاع والجدال والاختلاف ؟! , ان نعمل معاً من اجل تطوير انفسنا والعالم , وان نتخلى عن "الأنا" في سبيل المنفعة العامة لجميع ابناء البشر , هذا هو التطبيق العملي لمبدأ وحدة الجنس البشري .