إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

هكذا تكلم المسيح - 2


هكذا تكلم المسيح - 2



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال يسوع : هوذا الزارع خرج , واخذ حفنة من البذور ونثرها ,, بعضها سقط على الطريق فأتت الطيور ونقدته ,, وسقط بعضها الآخر على الصخر فلم يضرب جذورا في الأرض ولم يثمر سنابل , وسقط بعضها الآخر على الشوك فخنقه الشوك والتهمته الديدان , وسقط بعضها الآخر على ارضٍ طيبة فأنبت محصولاً طيباً , اعطى المكيال ستين وحتى مئة وعشرين ,,,




المسيح هو الزارع , وتعاليمه هي البذور , ونحن الأرض , بحسب وضع كلٍ منا تفعل التعاليم , والتي هي لم تكن كأي تعاليم , لم تكن حشو للعقول بما ينفع ولا ينفع , بل هي ببساطة مشاركة للسكون في الكلمات ,,,  المسيح يعيش في بعد مختلف عن ذلك البعد الذي يعيش فيه العالم , لذلك فاكلماته ليست كلامتنا وان كانت تبدو كذلك , فأنت لن تفهم كلام المسيح الا اذا فهمت العالم الذي هو يعيش فيه , الذي هو في نفس المكان الذي تتواجد انت فيه , لكنك لا تراه ولا تعرفه , وكلما عرفته كلما فهمت لغة المسيح ,, 


هذا دائماً مايحدث مع كل التعاليم الدينية , ومع كل معلم مستنير , كلٌ منا يأخذ من الدين بحسب مرحلته , فاستيعابنا للدين مختلف , لأننا نعيش في مراحل مختلفة , ممكن تلك البذرة التي قد رماها النبي ان تهبط على ارض غير صالحة , فتتدمر وتموت ولا تعود بالنفع , او ربما تنبت محصولاً رديء او سيء ومضر , ان كان هذا غير موجود في قوانين الزرع والحصاد , فهو موجود في قوانين العالم , التعاليم ممكن ان تتحول الى لعنة ان هبطت على شخص غير صالح , وتكون ذات التعاليم نبتة صالحة اذا وقعت في يد شخصاً اخر , تنبت نبتة صالحة , شجرة جذورها ثابتة وفروعها في السماء , وممكن ان تمر التعاليم على شخص اخر , ولا تثمر اي شيء ,,,


نحن نرى العالم من خلال انفسنا , فأنت ترى ذاتك في العالم , وما المعلم الحكيم الا مرآة صافية , تعكس فقط ما فيك انت , فإن كانت عينك لا ترى الا عالم الدنيا والملذات والازدواجيات , فلن تفهم من النص الا ذلك , فاعينك مرآة لما في داخلك , ومن خلال عينك انت ترى العالم , ان لم تكن قد اختبرت وعشت ما يتكلم عنه المعلم فلن تتمكن ابداً من فهمه , مهما ذهبت بذكائك بعيداً , مهما كنت منطقياً ولديك القدرة على التحليل والاستيعاب , فالأمر ليس له علاقة بالمنطق , الآلية هنا مختلفة , انت تحتاج عيناً كعين المسيح لترى المسيح , تحتاج ان ترى الامور بعينه لتفهم ما يتحدث عنه , ولكي تفهم ما يتحدث عنه , عليك بأن تصبح انت اولاً مسيحاً , اي تدرك المسيح الذي بداخلك , النور الذي بداخلك , والذي هو واحد لا يتجزء , ومن خلال هذا النور تبصر , فاتفهم وتعي وتشرب ,, 


بأي طريقة اخرى لن تفهم الدين , لن تفهم النبي محمد , الا عندما ترى بعين محمد , الا عندما تصبح انت ايضاً محمد , غير ذلك لن تفهم الا ما تستطيع ان تفهمه , لكي تفهم القرآن عليك ان تتغلغل في مصدره بداخلك , لترى بعين النور ,  فتفهم النور , وتتوحد معه بينما انت تقرأه ,,


الآن , ربما يقود المسيحيين , شخصاً لم يفهم المسيح يوماً , وربما يقود جموع المسلمين شخص هو في بعدٍ سحيق عن نور محمد , عليه الصلاة والسلام , فالمعيار هو كم المعرفة التي تعرفها , وكم الآيات التي تحفظها , وهيئتك وقداستك  وما الى ذلك , ولك ان ترى كيف ان هذا المعيار هو معيار الضلال , فكيف لشخص لا يعرف النبي ان يفهم ما قاله النبي ؟ ويوضحه للناس , بينما يتبعه الناس وكأنه يعرف , ويعتقدون انهم بذلك ليسوا بحاجة ان يعرفوا شيئاً , فقط يكفي ان يسألوا المفتي , كيف لشخص لا يعرف المسيح ان يقود جموع المسيحيين ؟ , هل يعين من قبل الكنيسة ليكون هو المتحدث الرسمي بإسم المسيح , وبأي معايير يعين , ربما يكون شخص فقير , لم يقرأ الكثير , ولم يعرف عن المسيح الكثير , لكنه اقرب للمسيح من جموع رجال الدين , المرددون لكلام المسيح باطلاً كالأمم ,  


يقول المسيح : "اذا قاد امرؤ اعمى امرؤ اعمى سقط كلاهما في حفرة" , والآن البشر يسلمون انفسهم للعميان ليقودوهم , فإلى اي هاوية نحن ذاهبون يا بني البشر , رجل دين اعمى , اي ليس لديه العين التي يبصر بها المسيح , فكيف يعلمك تعاليم المسيح ؟ , كيف تقبل بأن تعرف المسيح من شخص لم يشرب من النبع الذي شرب منه المسيح نفسه ؟ , كيف تقبل بأن تتبع سياسياً لا يعرف شيئاً عن ذاته , تسلم نفسك وعقلك له  , وهو يقودك , تسمح للأعمى ان يقودك , لأنك لا تفضل ان تفتح عينك , فلماذا تفتح عينك , ما دام الآخرون يفعلون كل شيء لأجلك , ولكن ماذا لو كانوا عمياناً ؟؟ , وهم كذلك جميعاً , لا يعرفون اي شيء عن انفسهم , ولا عن المسيح , ولا عن النبي ,  ولا عن اي شيء , هم في حلم دائم وزيف , لا يرى احدهم الا ما اراد له الناس ان يراه , لا يرى الا ما قد تعلمه , لا يرى ما يحدث , وماذا يكون الاعمى الا هذا الشخص ؟ , الذي يعرف الكثير , لكن  لا يبصر نفسه , ,,


الناس الآن يتركون مصائرهم تتحدد من قبل عميان , 


لكي تفهم تعاليم اي حكيم , اي مستنير , افتح عينك , واشرب من النبع الذي شربوا هم منه , لا تقبل بأقل من ذلك , فأنت كلما اقتربت من وعي المسيح , اقتربت من فهمك لتعاليمه , وحينما تفهم تعاليمه , لن تجد الحاجة لأن تأخذ تعليمات من احد حول ما لابد ان يقال وما يجب ان تظهر عليه الأمور , لربما فهمك ظاهرياً يناقض النص , حقيقةً ان لم يناقض فهمك النص , فأنت لم تفهم شيئاً , فالحكيم دائماً ما يذهب وراء النص 


يقول المسيح " من يشرب من فمي يصبح مثلي , انا نفسي اصير ذلك المرء , والأشياء المستورة تنكشف لذاك المرء "





يتبع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق