إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

سر السر - قانون الجذب


ان كل شيءٍ خلقناه بقدر




إن كل ما نراه بأعيننا هو مجرد معلومات - ارقام .. تتم ترجمتها بواسطة العقل .. كل شيء نراه وكل شيء لا نراه ايضاً هو عبارة عن معلومات صافية .. الشعور ايضاً معلومات .. الافكار ايضاً معلومات .. الأشكال التي نراها ماهي الا ترجمة لهذه الأرقام او المعلومات .. مثلاً الكومبيوتر الذي تستخدمه الآن هو ترجمة عقلك لمجموعة من المعلومات .. ادراكنا لكل العالم المادي هو ترجمة عقلنا للأشياء ليس الا ..


قام الكثير من الباحثين بتجارب عدة على الكثير من الناس في حالة التنويم الإيحائي .. اذا اعطى الشخص المنوم تفاحة مثلاً واوحى له انها جوافة .. سوف لن يشعر بها كتفاحة بل كجاوفة .. سوف يشم رائحة الجوافة ويشعر بطعم الجوافة !! .. ولو اقنعته ان هذه التفاحة ثمرة بصل مثلاً سوف تبدأ عينه تزرف الدموع وكأنه امام بصل حقيقي !! 


نحن مخدعوين جداً بالعالم المادي وماهو الا ترجمة عقلنا فقط لما هو موجود في الخارج .. والذي اصلاً لا يمكنك ان تثبت ان كان موجود حقاً ام ان عقلك يخدعك !! .. كل انواع الاحاسيس .. الألم الراحة الإرهاق الخ الخ .. يمكن الإحساس بها بشكل تام وحقيقي بدون الإعتماد على اشياء متعلقة بالشكل المادي .. اذا تم الإيحاء لعقلك بوجود الأشياء التي تعتقد انها المسببات لهذا الشعور !! .. يمكنك ان تتجمد من البرودة ودرجة الحرارة 40 اذا اوحى لك احدهم ببرودة الجو !! .. ويمكنك ان تعرق في درجة حرارة شديدة الانخفاض !! .. المهم ليس ماهو موجود في الخارج بل في ادراكك فقط !! ..  ماهو موجود في الخارج اصلاً ماهو الا ترجمة "عقلك" !! ..  


نحن لا نستطيع الجزم ابداً بأن عقولنا لم يتم التلاعب بها !! .. على المستوى البسيط .. نحن نشعر الشعور نتيجة الأشياء .. لكن على المستوى الاوسع والاعمق .. فإن المؤسسات التعليمية والمدارس والإعلام الخ الخ الخ .. يستمرون في برمجة عقولنا على اشياء معينة على اساس ان هذا هو الواقع وهذه هي حقيقة الامور وتلك هي الحقيقة !! .. الكل يجمع على ان مانراه بأعيننا هو الحقيقة .. ليست الحقيقة بداخلنا بل هي بخارجنا !! .. الامر ليس متعلق بداخلك اطلاقاً بل بما يحدث في الخارج "السياسات - الفيروسات -  العوامل الخارجية" .. ولتكتمل الحلقة يخرج علينا رجال الدين بصورة متوافقة مع نفس الصورة وأغلبهم غير واعيين لما يحصل اصلاً .. يقول لك انت هنا .. الأمور تحدث في الخارج .. انت ليس لك بها دخل بل الله هو المسؤول .. عندما يموت جسدك تموت انت .. وتبعث انت "على اساس انك جسد ومادة" يوم القيامة .. ثم تتعذب لأن جسدك سيلقى في النار .. او تتنعم لإنك ستحصل على جميع الملذات الخارجية التي تريدها . "نساء - وطعام وشراب واماكن وكل شيء" .. بهذا تكتمل الصورة .. نحن اجساد منفصلة عن بعضها البعض .. والحقيقة هي مادية ليست ادراكية .. اذ انه المعاناة مرتبطة بتعذيب الجسد المادي .. والنعيم مرتبط بتمتع الجسد المادي .. والموت مرتبط بالجسد المادي !! .. اصلاً لا يوجد موت !! .. الموت مجرد وهم لم ولن يوجد .. الجسد يموت .. لكن من قال اننا نموت .. نحن الحياة ذاتها .. لا نجتمع ابداً والموت .. الجسد مات لأننا غادرناه !! .. واي شيء نغادره يموت !! .. نحن ننتقل من شكل لآخر والشكل الذي ننتقل له اياً كان يكون حياً عندما ننتقل له !! .. تصور معي جسد طفل لم تدب فيه الروح ؟ .. ولد الطفل ميت .. لكنه يصبح حياً حينما تدب فيه الروح ,, ويموت حينما تغادره الروح .. نحن لم نولد ولن نموت !!


العالم المادي مرتبط بشكل مباشر بعقلك .. نحن نعيش فقط ما نظن انه حقيقة .. ونقرر ايضاً كيف سنتفاعل معه !! .. المكان - الزمان - المساحة .. ليست الا ادراكنا للمكان والزمان والمساحة !! .. لكن في الحقيقة كل شيء هو مجموعة من المعلومات .. حقل من المعلومات الصافية موجود في نفس المكان ونفس الزمان .. او في اللامكان واللازمان .. في نقطة الصفر .. اللانهاية حيث اللابداية ايضاً !! .. نحن "نشعر" بالمساحة .. وهذا ليس لأن هناك شيء في الحقيقة يسمى مساحة .. بل لأننا "نشعر" بها فقط !! .. ونشعر بالزمان لأننا نشعر به فقط ولا يعني هذا وجود ما يسمى الزمان .. 


لذلك .. لا يوجد فاصل بينك وبين اي شيء .. يمكنك ان تعيش التجربة التي تريد بغض النظر عن وهم الزمان والمكان بمجرد ان تركز عليها بشكل صافي .. ان تسمح لها ان تتجلى فقط .. ليس عليك ان تقاتل من اجل ان تعيش تجربة ما تريدها مهما كانت الظروف !! . بل عليك ايجادها بداخلك اولاً !! .. ان كنت تظن انه عليك ان تعاني لتحقق شيء ما تريده .. فهو كذلك وهذه ستكون تجربتك .. لكن في الحقيقة ليست القصة كذلك اطلاقاً !! 


الكون متوفر فيه كل ماتريد .. في الحقيقة .. هناك في حقل الصفر .. حقل اللانهاية .. حقل اللازمان واللامكان .. انت متصل بكل شيء .. بكل الاحتماليات !! .. وكل ما تحتاجه ليتجلى احتمال ما هو ان تخرج من حيز معتقداتك وحيز الزمان والمكان .. وتركز على الاحتمال الذي تريد بدون اعتبار للزمان وللمكان وللمنطق ايضاً !! 


المسيح يقول : " لو عند احدكم مثقال ذرة من ايمان لقال لهذا الجبل انتقل من هنا الى هنا فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم " .. لإن الإيمان بالغيب .. الإيمان الحقيقي بالغيب يعني اننا لم نعد مقيدين بعالم المشاهدة .. في عالم المشاهدة يوجد ماهو ممكن وماهو غير ممكن .. لكن في عالم الغيب ان الله على كل شيءٍ قدير !! .. 


الكثير من المتدينين لا يؤمنون ابداً بإمكانية حدوث كل شيء !! .. ممكن يقرا ان الله على كل شيء قدير 100 مرة باليوم .. لكنه لم يفهمها بعد .. هات واحد متدين فقير قوله ياحج الله يقدر يخليك تبقى غني ولا لا؟ .. هيقول ايوة طبعاً يقدر .. قوله ادعي الله انك تبقى غني .. هيقوم قايل يارب ابقى غني .. تقوله تظن انك بكره هتبقى غني فعلاً .. هيقولك منين يابني "الظروف" وازاي من هنا بكره هبقى غني "الزمان" .. ونسي انه الله على كل شيء قدير .. هو لم يعرف لينسى اصلاً .. لإن رجال الدين انفسهم يتحدثون وفقاً للمنطق المادي السائد !! .. فمنين هيعرف الراجل المسكين وكل الوسائل سنين طويلة شغالة برمجة فيه !! ..


الشيء السائد عند المتدينين .. انه انت لو اخذت بالأسباب هتنجح .. اوكي حلو الكلام ده .. فين الإيمان بالغيب ؟ .. ايه الداعي لوجود الإله اللي انت مؤمن بيه طالما هو كده كده تحصيل حاصل ؟ .. لو شيلته من المعادلة هتنجح برده مش لإن الإله تدخل .. لكن لإنك اخذت بأسباب النجاح .. 


لكن في عالم الغيب .. عالم الحقيقة .. عالم اللانهاية .. انت كل اللي محتاجه لتحقق اي شيء انك فقط تركز عليه تركيز صافي .. لإن في الحقيقة لا اعتبار للزمان ولا للمكان !! .. لما تركز على الظروف هتتجلى معاك الظروف .. لما تظن ان تجلي شيء ما مرتبط بشيء اخر هيتجلى بالظبط اللي انت بتظنه .. ليه الناس بتقفز مباشرةً لحجة الاخذ بالأسباب .. لأن الإيمان بالغيب فعلياً لم يوقر في قلوبهم .. او بمعنى اصح غير موجود في قلوبهم كما هو موجود على ألسنتهم .. 


احياناً بحس ان كتير ناس لما يجو يحكوا عن الحقيقة .. يخاف ان الناس تتهمه باللامنطقية يقوم قايل مع الأخذ بالأسباب .. طيب ياسيدي ماهو لو لكل شيء سبب يبقى اللي انت قاعد تحكي فيه تحصيل حاصل .. فعلاً لكل شيء سبب .. لكن السبب واحد .. السبب انها اتوجدت في عقلك .. السبب انك ركزت عليها .. 


فعلاً القانون ان لكل شيء سبب .. لكن بمجرد لما بتركز .. الأسباب هي اللي بتاخذك مش انت اللي بتاخذ بالأسباب .. كل عالمك الداخلي والخارجي بيتحرك وبتتوجد كل الأسباب .. بس لإنك ركزت مش لإنك اخذت بالأسباب .. مش شطارة منك يعني .. ماعملتش معجزة .. الفرق بينك وبين اي حد هو اختلافكم في التركيز .. الانسان بيحب التميز .. لما تكون الحقيقة بهذه البساطة بتنهار بسهولة كل الاوهام اللي الانسان اعتبرها بتميزه عن الآخرين لإن مفيش اي تميز .. 


العبرة مش بالأسباب .. العبرة بمسبب الأسباب .. بالمصدر .. الناس فهمت الأمور بالعكس .. لما ادركوا الأسباب استقروا عليها ومارحوش للي بعدها .. للأعمق .. للمصدر .. عشان كده لم يعرفوا حتى الآن معنى الإيمان بالغيب .. 


النية اولاً .. تركيز صافي على الاحتمال الذي تريد .. بعدها يتشكل عالمك وفقاً لهذه النية .. مع العلم انك انت داخل المعادلة .. سوف تتشكل انت ايضاً وفقاً لهذه النية مع كل ماحولك .. الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قال "انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرءٍ ما نوى" .. ماقلش انما الاعمال بالأسباب !! .. الأسباب كلها نتاج خلقنا احنا .. احنا اللي خلقنا الاسباب ورسخناها واتبرمجنا عليها كلنا .. لدرجة انه بقى من الصعب جداً الخروج عن دايرة الأسباب والقوانين .. البعض وصل لحالة ايمانية عالية .. ودول اللي بنطلق عليهم الاولياء والصالحين .. كالمسيح مثلاً وكغيره من الاولياء .. ولم يعد للأسباب عندهم معنى !! .. في هذه الحالة يمكنه ان يمشي على الماء ويطير في الهواء ويحيي الاموات ويصنع ما نسميه نحن بالمعجزات .. وهي ليست بمعجزات بل هي شيء طبيعي وحقيقي .. الفرق بيننا وبين المسيح الإيمان فقط ليس الا "لو عندكم مثقال ذرةٍ من ايمان لقلتم لهذا الجبل انتقل من هنا الى هنا فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم " هذا كان جوابه عندما سؤل عن المعجزات !! .. لم يدعي التميز والفوقية والالوهية !! .. 


طالما مازلنا عالقين بعض الشيء في عالم الأسباب .. التي لم تسري علينا الا لأننا فقط آمنا بها .. فستسير الأمور وفقاً لما يناسب ما بداخل كلً منا .. فعندما ننوي تتهيء تلك الأسباب ويتشكل العالم الخارجي"الذي نظن انه هناك بالخارج" والعالم الداخلي "الذي نظن انه غير الذي بالخارج" وفقاً للنية ..


فالمنشأ هناك .. المصدر هناك .. من عالم الغيب .. وما نراه بأعيننا ماهو الا نتاج لما هو هناك فقط .. تلك الأسباب اللعينة ليست هي ما تحقق الأشياء .. ولو بمثقال ذرة !! .. بل النية هي الاصل وهي الحقيقة وهي المنشأ !! 


ولو اننا مؤمنين حقاً .. فلن توجد هذه الأسباب اصلاً !! .. نحن نعيش مانركز عليه وفقاً لما نعرفه .. فأياً كان ما تركز عليه .. يتجلى لك وفقاً لقوانينك الخاصة .. لكن في الحقيقة لا يوجد قانون ولا يوجد سبب !!


مدارسنا .. اعلامنا .. مؤسستنا .. لم يعلمونا شيء عن هذا الكلام .. لكن فقط عملوا جاهدين على ترسيخ الوهم في رؤوسنا .. وحبسنا في عالم الشكل والوهم .. فإن المريض يصيبك لأنك اصبت بالفيروس كذا .. وان العلاج هو بالأدوية والعقاقير .. وانك تحزن عندما يحصل كذا .. وتفرح عندما يحصل كذا .. وانه عليك ان تفعل كذا وكذا .. الخ الخ .. ولا لمحة حتى عن عالم الحقيقة .. من كان يجب ان يتكلم عن الحقيقة هم رجال الدين .. ولكنهم ابعد ما يكون عن الدين .. لم يفعلوا اي شيء سوا تعميق صلتنا بعالم الوهم .. سيقول لي احدهم لا انهم يدعون لترك الدنيا والعمل من اجل الآخرة .. هقوله وما الآخرة عندهم الا متاع او عذاب مادي !! ؟ !! .. واكن كل شيء في الوجود هو العالم المادي فقط !! .. فقط تعميق للبرمجة وتدعيم للجهل وتضليل مابعده تضليل !! .. انا لا اتهم احد .. لكن فقط اقول ان ذلك مبلغهم من العلم .. ان كنت تريد الإستمرار في هذه الدائرة فهذا خيارك وهذا شأنك .. وان كنت تبحث عن الحقيقة فعليك ان تذهب لما هو ابعد مما تراه :)




وشكراً :)

هناك تعليق واحد: