إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 12 أبريل 2013

لا تخشى على دينك من الحقيقة


بسم الله الرحمن الرحيم

البعض يخاف من التفكير فيما يتعلق بالدين وماهو مقدس , خوفاً من ان يفقد الدين او ان يدخل النار او اياً كان .

المهم ان خوفاً ما هو مايجعل البعض يخضى من الابحار في البحث والتفكر فيما يتعلق بالدين .

لكن هذا هو الخوف في الحقيقة هو من اللاشيء لإنه اصلاً لا يوجد مايستدعي الخوف من التفكير والبحث .



دعنا ياصديقي نرى ذلك سوياً : -


من الناحية المنطقية ياصديقي فأنت في الحقيقة يجب عليك البحث والتفكر في كل شيء بحرية وبلا قيود .

بل وأهم ما يجب عليك ان تفكر فيه ان أردت ان تفكر في شيء هو الدين .

أنظر ياصديقي , كم تؤثر علينا مفاهيمنا الدينية وكيف تحركنا .

مثلاً إن كنت تعتقد أن الموسيقى حرام فقد ضاعت عليك فرصة الإستمتاع بالموسيقى والفن , بالإضافة الى شعورك بالذنب في حال استماعك لأغنية جميلة او مقطوعة موسيقية تحبها مثلاً 

وهذا هو أبسط مايمكن ان يحدث نتيجة المفاهيم الدينية .

مثلاً بعض القناعات الدينية عند مجموعة من الناس قد تدفعهم للحرب ولكراهية الآخر !!

بعض القناعات او المفاهيم الدينية قد تحرمك من الكثير من متاع الحياة المباح لك في الاصل .

شخصياً ارى ان الدين اكبر مؤثر على المجتمعات خصوصاً المجتمع العربي .

لذلك فالتفكر في الدين هو في غاية الاهمية إن لم يكن هو اهم شيء عليك فعله .

"يقينك بما تعرفه يعميك عن الحقيقة"

الإنسان ياصديقي لا يبحث الا عن مايفقده , فإن كنت تظن انك عرفت الحقيقة , فلن تفكر في البحث عن الحقيقة , وهذه هي الكارثة , فإن مر مالحق من أمام عينك ولم يكن متوافقاً مع ما تعرفه فلن تتعرف عليه !!

اليقين الذي يقتل فيك الرغبة في تحري الحقيقة هو في الحقيقة ألد اعداء الله وأقوى أسلحة الشيطان !!

أياً كانت ديانتك , فأنت تتفق على كون الله سبحانه وتعالى هو الحق , وأن كل ماهو حق هو من الله !!

فإن كنت تغلق عينك عن رؤية الحقيقة أياً كانت فأنت تغلق عينك امام الله ذاته !!

ماجعلني أقول أن ذلك النوع من اليقين هو أشد أسلحة الشيطان هو انه يعميك عن الله من أجل الله وبإسم الله !!

ما عارض الأنبياء إلا اصحاب اليقين الذين يفضلون ما يعرفونه على الحق !!

القرآن كان يدعوهم للتفكر لأنهم لا يتفكرون ويصفهم بأنهم

"لهم اعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها ولهم قلوبٌ لا يفقهون بها " 

إن لهم أعين لكن أعينهم لا ترى الا ما في رؤوسهم , ولهم آذانٌ لا تسمع الا مافي رؤوسهم ولهم عقولٌ توقفت منذ ان وجدت !!

كل ماكانوا بحاجة له هو فقط أن يفتحوا أعينهم و آذانهم وقلوبهم على الحقيقة !!

عزيزي القاريء أنا لا اتحدث هنا عن كفار قريش , أنا أتحدث عن كل من يغطي عينه خوقاً من الحقيقة

حقيقةً اولئك لو كانوا في عصر الرسول لكانوا هم كفار قريش !! , لأن ماجعلهم يغلقون أعينهم الآن سيجعلهم يغلقوها في أي مكان وفي أي زمان 

حقيقةً اولئك الناس الذين قرروا ان يتبعوا الحق اياً كان هم من كانوا أنصار الأنبياء ..

واولئك الذين إتخذوا الخطوة الأولى , هم من كانوا الأنبياء ..

الناس الآن لو خرج فيهم نبي لكذبوه قرباناً لما في رؤوسهم , ولربما قتلوه كما فعل أسلافهم من قبل ..

نعم لا تعجب عزيزي القاريء , فقتلة الاتبياء لا يختلفوا كثيراً عن من هم موجودون في المجتمع اليوم 

تتغير الأشكال والأزمان لكن القلوب واحدة , أنظر ياعزيزي القاريء لما يحدث لمن يأتي اليوم بأفكار جديدة غير التي كانت معروفة ..

انظر من يكونوا ألد أعداء الحقيقة دائماً ولا تعجب , كلما كثر تمسك المرأ بالموروث كلما واجه من يهدده بشراسة ..

لذلك تجد غالبية رجال الدين لديهم مشكلة مع كل جديد , وتجدهم أكثر المدافعين عن الموروث , وأكثر المهاجمين لمن يخالف ما يعرفونه 

هل تعلم عزيزي القاريء أن من تآمر على المسيح لم يكونوا الملاحدة ولا الكفار , بل كانوا الكهنة ورجال الدين ؟!

من قتل الحلاج ؟؟ ولماذا قتلوه ؟؟ وبأي حق ؟؟

كم من الدماء أهدرت بإسم الدين والمتحدثين بإسمه !!

أنا لا أقول ان الدين خاطيء , ولكن أدعوك أن تنظر كيف يكون او كيف يتحول الدين ضد جوهر الدين ذاته والذي هو الحق والحقيقة !!

في بداية هذه المقالة قلت أن الخوف من البحث والتفكر خوف غير حقيقي , وكنت فقط أريد ان انوه على هذه النقطة , لكن مع تدفق الكلام ظهر ايضاً كيف أن الخوف من البحث قد يكون مؤذي لدرجة انه يحجبك عن الحقيقة تماماً .

الخوف من البحث وهم , لأن جوهر الدين لا يستدعي ان نغلق أعيننا , بل على العكس لا يعرف الدين الا اولئك الذين لا يخشون على أنفسهم من الحقيقة 


أرجوك لا تستخدم كلامي : -


مشكلة تواجهني كثيراً عندما اريد ان اتناقش او اكتب او اتحدث عن أي موضوع .

في الغالب مايستخدم الناس الكلام الذي يسمعونه ليخدم الأيدولوجية التي يحملوها وهذا يضيع الغرض من الكلام اصلاً .

عزيزي القاريء , عندما إستشهدت ببعض آيات القرآن او مقولات المسيح , لم اكن اعني اني اشهدلك او اتبع فكرك او ديانتك اياً كانت

دع ديني وفكري وما انا مؤمن به جانباً واقرأ المقالة لنفسك فقط لكي تستفيد .

انا ادعوك ان لا تكون يقينياً بخصوص كل شيء

أدعوك أن تبقي أعينك مفتوحة لتتمكن من رؤية الحقيقة , إبقها مفتوحة طول الوقت حتى لا تفقد الحقيقة , الحقيقة التي هي جوهر الدين .

إبق عينك مفتوحة ولا تخف على فكرك أو دينك من الحق , فإن الباطل يتبخر ويزول بسهولة .. 

فإن سقط شيء في سبيل الحق فلا خوف , وإن كان الحق هو غايتنا فنحن نسعى في الحقيقة تجاه الله .

الله الذي نخشى عليه من الحق ليس هو الله الحق

الله الذي نخشى عليه من الحق هو مجرد فكرتنا عن الله .

قد تكون الفكرة هي صنم يعبد من دون الحق , فلنسعى بإتجاه الحق 

ولا خوف

انا لا ادعوك كذلك لتكن فيلسوفاً , فقط أدعوك أن تبقي أعينك مفتوحة حتى تتمكن من رؤية الحقيقة حينما تظهر أمامك ..

احبك <3

وأسأل الله أن يبارك لك في عملك وحياتك ويلهمك سبل السلام والراحة والسعادة ,,

فهذا والله ما اريده لك :)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخميس، 21 مارس 2013

وهم العالم وحقيقة الادراك



في منام امس .. كنت مندمج في احداث الحلم .. كنت اشعر بالظبط كما اشعر في اليقظة .. اخاف وافرح واقلق وافكر وكل شيء .. كل شيء في لحظتها كان يبدو حقيقي تماماً .. الى ان وصلت لنقطة في الحلم الذي كنت اشاهده كانت كالتالي : -

ذهبت فوق سطح عمارة او بناية مع اصدقائي .. حدث زلزال .. ثم واكن شيئاً ما يطاردنا .. هم قرروا بسرعة القفز الى العمارة المجاورة .. وانا خفت من القفز .. لكن ومع ذلك .. صعود ذلك الشيء الذي يطاردنا احدث تلف في العمارة التي كنا فيها .. اصدقائي قفزوا للعمارة المجاورة .. بينما انا قفزت ف الجزء التالف والذي يقود لأسفل .. حتى بدون ان انظر لما هو في الاسفل فقط قفزت 

لكن ولسوء الحظ هذا الشيء قد لاحظني .. وانتابني شعور غريب او ظهرت في بالي فكرة .. انه ان مت الآن سأموت في الحقيقة .. ومن هذه الفكرة قفزت للفكرة الاخرى والتي تقول اني الآن في حلم وان مايحدث الآن انا المتحكم فيه تماماً ..

وبهذا الادراك .. قمت فجأة بتغيير افكاري .. فتغير المحيط كله اثناء الحلم .. واختفى ذلك الوحش .. وحتى العمارة وكل ما يحيط بها .. واستكملت احداث الحلم .. وانا اعلم اني انا المتحكم في الاحداث ..

ان واجهت حدثاً ما وشعرت حياله بالخوف او بالقلق .. اتذكر اني انا المتحكم في الحلم ثم اقوم بتغييره كما شئت ..

الى ان انتهى الحلم .. 

هذه لم تكن المرة الاولى التي ادرك فيها اني احلم وانا بداخل الحلم .. وهي ظاهرة معروفة وتحدث للكثير .. 

ولكن السؤال الذي راودني .. هو ان كنت اشعر بكل هذه المشاعر الحقيقية .. نتيجة احداث غير حقيقية .. فهل هذا يعني ان الشعور لا يتعلق بأي شيء يحدث في عالمنا بل فقط بإدراكنا نحن لما يحدث ؟؟

وان كانت فكرة التحكم في احداث الحلم قضت على الخوف عندي .. فهل يمكن بنفس الطريقة اقناع العقل بفكرةٍ  ما تقضي على تلك المخاوف ؟؟

ووجدت ان الجواب الوحيد على السؤالين هو نعم !! 

ليس علينا العمل على تغيير مايحدث لنشعر شعور افضل .. بل فقط علينا العمل على ملاحظة وتغيير الادراك ..

لا توجد فكرة حقيقية وفكرة مزيفة بخصوص مايحدث .. بل ان افكارك التي تقبلها تمثل حقيقة شعورك تجاه كل شيء .. والامر يخصك وحدك بالتأكيد !!

مدهش .. !!

الاثنين، 4 فبراير 2013

العلاج بالحب



بسم الله الرحمن الرحيم 

السلام والحب والرحمة عليك قاريء هذا الكلام اينما كنت وكيفما كنت وحيثما كنت .. بوركت ايها القاريء الحبيب .. هذه المقالة هي خصيصاً لك .. فافتح قلبك .. واقرأ ببصيرتك لا ببصرك

ان للحب القدرة على شفاء اي امراض .. وما تواجدت الامراض الا بسبب الافتقار للحب .. ولكي نفهم ذلك اولاً علينا ان نفهم علاقة الحب بالحياة 

ان الحب هو الحياة ذاتها .. وهو الدافع الرئيسي لوجودنا هنا .. فما صنعنا الله الا لأنه يحبنا .. لأنه لا يحتاجنا .. وطالما لم يكن الدافع من الاحتياج فهو من الحب الله لا يحمل سوا الحب .. بل ان الله سبحانه هو الحب .. والحب هو الخير .. والخير كله من الله .. النور كله من الله .. والله هو النور

الحب هو ما يجعلنا احياءً الآن .. الحب هو الحياة التي تسري فينا .. وكل شيء في الحقيقة يتغذى على الحب .. انت تتغذى على الحب وتعيش به .. فكما يحتاج الذرع للمياه .. يحتاج الانسان للحب .. وليس الانسان فقط .. بل كل شيء .. فكل شيء قد ابتديء من الحب 

ان تحب .. يعني ان تجعل الله يظهر كرمه ومحبته من خلالك .. ان ترسل الحب للعالم .. يعني ان تجعل نفسك ممراً لحب الله ان يظهر من خلالك .. بل تجعل الله ذاته يظهر من خلالك

ان اولى الناس بالحب .. هو انت .. نفسك .. فإن لم تحب نفسك .. فأنت تحرم ذاتك من الحب الذي تستحقه .. وتحجب محبة الله ان تمر منه اليك .. ان كل الامراض تنشأ من الافتقار للحب بشكل او بآخر .. الافتقار لطاقة الحب .. فلتسمح لطاقة الحب ان تسري فيك عليك بدايةً ان تتقبل ذاتك وتحب ذاتك .. لتسمح للحب ان يسري فيك كما هو مقدر له ان يسري في كل الوجود ليبقيه حياًلاحظ نفسك .. عندما تفتقد الحب .. انظر ماذا تشعر .. هل تشعر بالنور ام بالظلمة ؟؟ هل تشعر بالخير ام بالشر ؟؟ هل تشعر بالراحة ام الانزعاج ؟؟ هل بإمكانك ان تسترخي ؟؟ هل تشعر حقاً انك تعيش ؟؟لاحظ نفسك وانت في حالة الحب .. والحظ الفرق ان الحب وحده كفيل بأخذ كل الاسقام بعيداً .. لأن المرض اياً كان هو نقص في طاقة الحياة لدى الانسان .. وطاقة الحب نفسها هي طاقة الحياة .. الحب هو انقى صور طاقة الحياة .. فما ان تفتح نفسك للحب .. الا وستلاحظ الشفاء في داخلك .. ستلاحظه وتشعر به .. حتى يتجلى ويظهر اثره على جسدك ونفسك انت عندما تحب نفسك .. تبدأ بالسماح لحب الله اللانهائي بالتدفق اليك .. وحب الله وعطاءه لا ينفذان .. وهو يمدنا بالحب دائماً لكننا نحجب انفسنا عن هذا الحب بعدم حبنا لنفسنا .. عندما نحب انفسنا نسمح لأنفسنا بأن نستقبل الحب الموجود في الكون والذي لا ينفذ ابداً هذا الحب الساري في الكون .. ان سمحت له بالتدفيق فيك اولاً .. سيكون بإمكانك مشاركته مع العالم .. سيكون بإمكانك ان تجعله يتدفق من خلالك ايضاً .. وهذا ما يدعى العلاج بالحب .. ان تجعل الحب يتدفق من خلالك للعالم .. ولأي احد تشعر انه بحاجة للحب .. بل انك ستجده يتدفق منك تلقائياً بدون ان تبذل اي مجهود 

عندما تشعر ان احدهم بحاجة لطاقة الحياة .. افتح قلبك اولاً للحب .. وانفتح على الحب .. حتى تشعر انك امتلأت حباً .. ثم ابدأ بالسماح لهذا الحب بالتدفق منك اليه .. وان لم تتمكن من فعل ذلك فقط بالنية .. يمكنك ان تستخدم مخيلتك لتحفز الشعور بالحب لديك .. فقط تخيل من تشعر انه بحاجة لطاقة الحياة .. تخيله امامك .. واشعر بالحب الذي في قلبك .. واسمح لهذا الحب ان يمر من خلالك للآخر حتى يشبعه او حتى تشعر انه اشبعه

لكن عليك ان تتذكر دائماً .. انت لا تفعل شيئاً .. انت فقط تسمح للحب ان يتدفق من خلالك .. ليس لك في هذا اي فضلاً على اي انسان ..  الله هو الشافي ليس انت .. الله هو المحبة ليس انت .. انت فقط تخشع وتسمح للحب ان يملئك ان اكثر الناس نقصاً هم من يتباهوون بشيئاً ليس لهم .. فالشفاء ليس لك بل لله وحده .. وارادة الله ستنفذ ان لم يكن ذلك من خلالك سيكون من خلال غيرك 

من العجيب ايضاً .. انه عندما تشارك الحب مع الآخرين .. يمدك الله بالمزيد من الحب .. فكلما شاركته اكثر واكثر .. كلما مدك الله بالمزيد والمزيد والمزيد .. فأنت لا تعطي احد من طاقتك .. بل انت فقط تمرر المحبة والبركة والنعمة الالهية للآخرين .. انت حتى لا تمرر شيء .. انت تفتح نفسك لها وهي تمر .. فقط تسمح لها ان تمر .. 

المحبة كالنهر .. وأنت كقناة يتدفق منها النهر .. هو يستمر في التدفق دائماً .. ليس له بداية وليس له نهاية .. فأنت في الحقيقة ليس لديك شيء لينفذ .. ليس لديك ما تعطيه او ما تأخذه .. فالحب دائم التدفق .. وانت قناة .. لتمر فيها مياه النهر اولاً .. عليها ان تكون مفتوحة .. وليخرج منها .. عليه ان يمر فيها

 شكراً لكم 

السبت، 12 يناير 2013

غداً قد يكون او لا يكون



لقد اعتدنا على ان ننشغل دائماً بالغد .. ان مجتمعنا مهووس بشيئين .. بماذا سوف يحدث 
بالمستقبل .. وماذا حدث في الماضي

لكن اين ما يحدث الآن ؟؟؟ لقد اهملنا الحاضر من اجل المستقبل الذي لا يأتي والماضي الميت الذي انتهى واختفى من الحياة ولم يعد له وجود الا في الكتب والذكريات 


نعم ان المستقبل لا يأتي ابداً .. فكل ما يأتي هو الحاضر .. المستقبل مجرد فكرة وسيبقى مجرد فكرة .. فنحن نعيش في الحاضر .. لا نعيش في الماضي ولا المستقبل 

هل يمكن ان تعيش الآن في هذا المستقبل ؟؟ .. هي يمكن ان تعيش الآن في الماضي .. اين المستقبل ؟؟ .. اين الماضي ؟؟؟

ان فكرة المستقبل دائماً ما تتردد في اذاهننا .. وتؤثر على الحاضر الحقيقي الذي نعيشه .. فخوفك من المستقبل يؤثر على حاضرك .. لن تتمكن من العيش بحرية كاملة طالما انك تخاف من المستقبل ..

واصلاًً خوفك من المستقبل مستمد من تجاربك الماضية .. او معرفة قد تعلمتها في الماضي .

ان الماضي والمستقبل يدمران ويشوهان حاضرك .. لدرجة انك لا تعيشه اصلاً .. مجتمعنا غارق في الماضي والمستقبل وليس له اي حاضر .. وهكذا يعلمونا في المدارس وفي الاعلام وفي المساجد والكنائس والمعابد وفي كل مكان !!

ان هذا المستقبل المفترض .. سيكون مشوهاً .. ان كان الحاضر مشوهاً .. ان كنت لا تعيش الآن بكل طاقتك .. فإن مايستمر بالحدوث هو الحاضر المشوه .. 

ان مخاوفنا نادراً ما تحدث .. وان حدثت تمر .. بدون ان نموت !! فمن ما الخوف اذاً ولماذا القلق ؟؟ طالما انه لا شيء يدعوا للقلق على الاطلاق !!!

ان هذا اليوم الذي يأتي .. هو يوم فريد لن يتكرر مرة اخرى .. يأتي مرة واحدة فقط .. ونحن ننشغل بالمستقبل والماضي عن جمال وروعة ما يحدث الآن .. ان استمر الماضي والمستقبل بالتواجد في اذاهننا فسنستمر في فقدان الشيء الوحيد الحقيقي والذي يهم بحق وهو مايحدث الآن !!

الحياة بسيطة جداً .. التعقيد لا يأتي الا من القلق من المستقبل .. او التأثر من الماضي .. لكن الحياة الآن بسيطة ..  فابسقوط المستقبل .. تسقط كل مخاوفنا تقريباً !!

نحن الآن لدينا حياة .. فلنعيشها .. وليكن السؤال بدلاً من هل لدي مستقبل جيد .. لـ هل لدي حاضر جيد ؟؟







الاثنين، 7 يناير 2013

الدين كما هو كائن -2 - الحلال والحرام



سلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بالجزء الأول حكينا عن اننا بس محتاجين نتخلى عن فهمنا التقليدي للدين لنتمكن من فهمه كما هو بالحقيقة وبالأصل بدون اي اسقاطات واي اساطير واي بطيخ

السلسلة دي كل لما يجي ببالي اكتب شيء فيها هكتب .. دلوقتي طالع ببالي احكي عن موضوع الحلال والحرام والحسنات والسيئات الخ 

دايماً بنسمع احنا من صغرنا عن الحلال والحرام .. بنسمع اهلنا الطيبين بينصحونا اننا نعمل الحاجات الحلال ونترك الحاجات الحرام .. 

بنفهم احنا الحلال والحرام زي ما اهلنا فهموه كمان .. انه الحلال هو اللي ربنا امر بيه .. والحرام هو اللي ربنا حرمه .. وانه احنا بنتحاسب على اعمالنا وعلى اساسها بناخذ جزائنا او عقابنا 

بس السؤال اللي ماتسألش هو ليه ربنا امر ببعض الأشياء "الحلال" .. ونهى عن بعض الأشياء "الحرام" .. وليه نتحاسب على الاعمال دي .. ايه الحكمة من كل ده 

الكثير من الناس مابيطرحوا السؤال اللي هو ليه ربنا امر بكده .. لإعتبارهم ان في شغلات في الدين قطعية وانه مفيش فيها مجال للنقاش .. وخوفاً من ان طرح النوع ده من التساؤلات يعرض صلتهم بالدين للخطر الخ

وطبعاً الخطر من طرح هذا النوع من التساؤولات هو ليست خطر عالدين .. بل هو خطر فقط على الوهم والغير حقيقي الذي نعتبره نحن من الدين .. تبدأ الحقيقة في الاقتراب اكثر واكثر كلما ابتعدنا عن مخاوفنا

الله سبحانه وتعالى دائماً وابداً ليس بحاجة لأعمالنا او لأقوالنا او لأي شيء .. وهذا يجعلنا نتسائل .. لماذا كل هذا اصلاً لماذا امرنا بالحلال ونهى عن الحرام 

عزيزي القاريء دعنا من الفكرة القديمة والمفهوم القديم لكلمتي الحلال والحرام .. هنا سأطرح عليك مفهوم مختلف نابع من التجربة الحية 

الحلال : هي تلك الافعال التي تعود عليك انت بأثر طيب
الحرام : هي تلك الأشياء التي تعود عليك انت بأثر سيء

الاثر الطيب هو : الحسنات
الاثر السيء هو :السيئات

ولأن الافعال تعود عليك بأثر طيب لذلك اصبحت حلال .. ولأن الافعال الاخرى تعود عليك بأثر سيء لذلك اصبحت حرام .. ليس الموضوع موضوع تسلط من الاله عالبشر .. بل ان ماجاء وورد فيما يخص الحلال والحرام انما كان للإعلام ليس لجبر الناس عليها

ماهي الحسنات وماهي السيئات ؟
طبعاً مفهوم هذه الكلمات في ذهننا هو ان الحسنات هي تسجيل اعمالنا الطيبة على ورقة .. والسيئات هي تسجيل الاعمال السيئة بنفس الطريقة .. ثم بعد ذلك يأتي الله ويحاسبه على ماهو مكتوب 

انظر .. هاهو نفس التصور الاحمق .. فهمنا الامور يكون هكذا لأننا نتصور ان الله شخص خارق .. يتعامل مثلما يتعامل البشر فيما بينهم .. بنفس قوانيهم .. بل وبنفس مبادئهم ايضاً !!

الله سبحانه وتعالى ليس مثل البشر ابداً وليس مثل اي شيء .. الامور عند الله ليست كما عندنا نحن هنا .. الله لا يتصرف مثلما نتصرف نحن 

في الاديان قد ترى الله قريب جداً من الصورة التي نعرفها عن الانسان العظيم .. لكن هذا ليس لأن الله فعلاً انسان عظيم وخارق .. لكن لأن الاديان حاولت تقريب الصورة من الفكر البشري قدر المستطاع 

لما انت تتكلم مع طفل .. انت تلقائياً هتلاقي نفسك بتحاول تكلمه باللغة التي يفهمها .. لو حكيته بلغتك انت مش هيفهم منك حاجة .. ده مش معناه ان الامور تبدوا كما ادركها الطفل .. بل عندما ينضج هذا الطفل سيفهم ماذا كنت تقصد اكثير

الديانة الاسلامية تحديداً جائت في بيئة من الجهل والغباء والتعصب ووو .. والناس وقتها كانوا ابعد ما يكون عن الدين .. لذلك جاءت الديانة الاسلامية بشكل يفهمه هؤلاء .. املاً في ان يتغير فهمهم عندما يزدادوا نضجاً او يتطور وعيهم 

لكن ومع الاسف نحن توقفنا عند حد النص .. فلم يحدث اي تطور ولم نتيح له ان يحدث اصلاً .. كان يجب علينا ان نبحث عن المعنى لا ان نظل عالقين في النص 

اذاً ممكن ان تفهم من النص ان الحسنات والسيئات هي اشياء تسجل على ورقة ثم فيما بعد يحاسبك عليها الاله .. لكن خلينا ننظر للموضوع من مكان مختلف

ماذا لو كانت اعمالنا الطيبة واعمالنا الخبيثة هي بمثابة مغناطيس للجزاء ؟
ماذا لو كان الجزاء هو شيء قائم يتفاعل تلقائياً مع اعمالنا الطيبة او الخبيثة ؟

دائماً الحقيقة واحدة ولكن قد تختلف اللغة من مكان الى آخر بحسب ثقافة الناس .. في بلاد الهند وفي الديانات الشرقية لا يوجد ما يسمى حسنات او سيئات .. بل يوجد طاقة ايجابية وطاقة سلبية .. تلك الطاقة الايجابية تتولد من الاعمال والنوايا الصالحة الطيبة .. والطاقة السلبية تتولد من النوايا السيئة والافعال السيئة 

لنوضح اكثر .. في الشرق يقولون ان جسم الانسان محاط بمجال من الطاقة .. هذه الطاقة مكونة من ذبذبات .. هذه الذبذبات المحاطة بالجسم تجذب بدورها الذبذبات المتكافئة معها .. وكل شيء في الكون هو ذبذبات في الاصل وليس مادة ..  وتلك الذبذبات المتنوعة المختلفة التردد ينجذب تلقائياً المتشابه منها مع بعضه البعض 

المجال الذبذبي للإنسان يتغير وفقاً لما فيه داخله ووفقاً لما يفعله وما يقوله الخ .. فعندما مثلاً اقوم بلعن او بشتم احد .. تبدأ ذبذباتي في اتخاذ شكل متكافيء مع هذا الفعل .. وتبدأ الاشياء المشابهة لهذه الذبذبات بالانجذاب تلقائياً .. فإن فعلت او قلت شراً فسوف تجذب احداث - اشخاص - اشياء متوافقة مع فعلك وهذا مايدعى الجزاء وما يسمى في الشرق ب الكارما

هذا بالظبط نفس ماهو موجود في الدين عن الحسنات والسيئات لكن بلغة يفهمها .. في الشرق وفي الهند متبحرين ومتعمقين في هذه الامور لذلك اتت الامور عندهم في هذا الجانب بتفصيل اكبر 

"وما كان ربك بمهلك القرى بظلمٍ واهلها مصلحون"
"ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض"
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس "
"فأهلكناهم بذنوبهم"
"ومن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره"

الجزاء يكون من جنس العمل .. وهو شيء يحدث تلقائياً .. ما انت عليه هو ما تجازى به هنا وبعد الممات وربما اشرح ذلك بالتفصيل فيما بعد 

كتابة الحسنات والسيئات لا تكتب على ورقة كراسة .. بل تكتب عليك انت .. فعلياً هي تنطبع على هالتك .. اذا استغفرت الله من سيئة معينة تنمحي السيئة فالله غفور والغفران طبيعته .. ومع الاستغفار بشكل دائم بنية محو كل السيئات "الطاقة السلبية" .. يصبح مجالنا الطاقي "صحيفتنا" نقية ومشعة .. وتبدأ الامور في واقعنا المادي تتحسن .. وتبدأ البركة في الظهور .. لذلك ارتبط في كثير من الاحيان الرزق بالإستغفار في الاسلام

"وقلت استغفروا ربكم انه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم انهاراً"

ولنفس السبب كان الانبياء يدعون الناس للإستغفار حتى لا تعود عليهم عاقبة افعالهم السيئة .. لذلك فكل قرية من القرى التي ذكرت قصة هلاكها في القرآن ارسل الله لها نبي ليدعوا الناس لتعديل مسارهم والاستغفار وفتح صفحة جديدة مع الوجود .. والا فكان ينذرهم من هلاك يصيبهم اثر تراكم اعمالهم السيئة 

هؤلاء مجموعة من الناس طغوا في اعمالهم ونواياهم السيئة ومخالفتهم لنظام الوجود وطبيعته .. مما شكل مجال طاقي سلبي جماعي لهذا المكان الذي يسكنون فيه .. وهذه الطاقة السلبية الكثيفة المتجمعة ان لم يتم محوها وتنظيفها من خلال الاستغفار والصلاة والدعاء فسوف تقوم بجذب جزاء ضخم متوافق مع هذه الطاقة .. لذلك كانت دائماً كل القرى يرسل الله لها انبياء ليحاولوا اعادة توجهيهم من جديد قبل ان تحل عليهم لعنة اعمالهم

وكون حسناتنا وسيائتنا هي طاقة تنطبع على مجالنا الطاقي .. فهذا يعني ايضاً انه كلما حافظنا على نقائنا من السيئات والتي هي الطاقة التي انطبعت على حالتنا وفقاً لأعمالنا ونوايانا من وراء هذه الاعمال ان جزاء هذا شيء متوافق معه .. فتتحول حياة الشخص كلها الى بركة .. قبل الممات وبعد الممات ايضاً 

عندما يتحدث القرآن او الرسول عن ان هناك اشياء محرمة وهناك اعمال تكسب حسنات .. فهو لا يعطينا وصايا واوامر فقط .. بل هو فقط يذكر وينبه " فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر " .. وايضاً " كلا انها تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلاً" .. و ايضاً "ليس عليك هداهم" .. وايضاً "انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء" الخ الخ

فتلك المحرمات هي اعمال تخالف طبيعة ونظام الوجود .. ليس لأن النبي قال مثلاً او لأن القرآن قال ذلك .. بل هو قال لأنها اصلاً كذلك .. وما قال الا ليعلمنا وينبهنا فقط .. ليس جبراً عليناً وغصباً 

"احلت لكم الطيبات وحرمت عليكم الخبائث" .. 
هذه هي خلاصة الموضوع .. فلا تفتحوا المجال لأهل الجهل ان يتحكموا بكم ويقمعوكم بإسم الدين وتحت راية الحلال والحرام .. فيحرموا الطيبات باستخدام النصوص والكلمات "وهم يجيدون ذلك" .. ويأمروا بالكراهية والحرب والعداء باستخدام النصوص والكلمات ايضاً .

العبرة ليست بالنصوص والكلمات .. ليس هذا هو الميزان .. القرآن لم يحدد المحرمات والمباحات .. بل اعطى قاعدة "احلت لكم الطيبات وحرمت عليكم الخبائث " وعلى اساس هذه القاعدة نبهنا عن اشياء محرمة وعن اشياء مستحبة او طيبة .. ولكن انقطع الوحي وتوقف القرآن عن النزول وتوفى الرسول .. وتغيرت الظروف والاحداث والاشخاص وكل شيء تغير .. ويوجد الآن مالم يكن موجوداً في عصر الرسول .. فهل سنحي النبي من موته ليقلنا ماذا حلال وماذا حرام .. ام نتصل بجبريل لينزل علينا آيات جديدة ؟ .. ام نفعل مثلما فعل اهل الجهل ونفرض النصوص التي نزلت في ناس قد ماتوا من 14 قرن على جميع الناس الاحياء الآن ونلوي النصوص ونجمع التفاسير الضخمة ونتفلسف ونتقول الخ الخ فقط لكي نعرف ماذا حرام وماذا حلال !! .. هل وصل بنا الغباء والجهل لهذه الدرجة المذرية !!! .. والله لو قام الرسول من قبره لانبطح ارضاً من كثر الضحك :D 

الرسول مات .. القرآن انتهى امره من 14 قرن .. لكن الحياة قائمة والحكمة حية .. والقرآن يحمل المعنى لذلك القرآن ايضاً حي وقائم حتى الآن ليست نصوصه وتشريعاته .. لكن بالنظر في المعنى وفي السبب نفهم ونتمكن من فهم الامور الجارية حتى الآن .. فهو كتاب من نور .. لكنه لا يتماشى مع العقول الظلامية .. ولا يمكن لأحد المتقوقعين ان يفهم كيف ان القرآن حي حتى الآن .. وكيف انه يلامس شيئاً ما بداخلك .. لكن تلك السطحية حملت القرآن ما لا يحتمل واحطت من قدره واضاعت على الناس الكثير من انواره وحكمته 

ولأن الرسول يعلم انه سيترك العالم ويرحل .. وسيأتي وقت ينتهي فيه القرآن كنصوص وكلمات .. قال "استفت قلبك ولو افتاك الناس وافتوك" .. 

القلب دائماً مرشد .. يعلم الطيب من الخبيث .. يعلم ما يناسب كل واحد مننا .. يعلم ماهو مطلوب من كل فرد مننا .. القلب هو المكان الذي خاطبه الدين ..  وهو المكان الذي يعرف ماهو الدين 

لذلك ياعزيزي القاريء ارجوك تخلى عن هذا الغباء .. توقف عن استفتاء المفتين واصحاب العمم والكلام المجعلص والمجلدات الضخمة .. فالرسول مات ولم يعين عنه نواب .. والله ليس لديه متحدثين رسميين .. القرآن توقف عن النزول .. والنبي محمد قد مات وشبع موت .. فلنسمع القلب الآن .. ولنستخير الله بكل شيء .. فالصلة بيننا وبين الله قائمة دائماً وابداً .. فهو لم يخلقنا ويتركنا نعيش في الظلمات .. بل هو اقرب الينا من حبل الوريد .. دائماً يلهمنا ويدعمنا ويخاطبنا لكننا لا نسمعه .. بل نذهب ونتأكد من الشيخ او من القسيس او من الحاخام او من آية الله فلان الفلاني .. لماذا كل هذا الغباء .. الله لم يتركنا ويعين متحدثين رسميين يخبروننا بما يريد قوله 

وسلام

يتبع ..

الدين كما هو كائن - 1





سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما تحدثت سابقاً مراراً وتكراراً ان الدين سلاح ذو حدين .. احد اوجهه ضرر مابعده ضرر وهلاك ما بعده هلاك والوجه الآخر خير وعلم وحكمة ونور وهداية

عزيزي القاريء .. تعودت انا وانت منذ نشئتنا انه الحلال والحرام لا نحدده نحن .. بل يحدده الدين ومن يمثله .. فمثلاً يحدده البابا او الكاهن في الكنيسة .. او الشيخ او الامام او آية الله فلان الفلاني في المسجد .. او الحاخام فلان الفلاني الخ الخ الخ

المشكلة هنا يا عزيزي القاريء هو ان تمسكنا بفهمنا للدين بشكل مفرط اعمى ابصارنا عن رؤية جانبه الحكيم المنير .. وما اخذنا منه الا القشور الميتة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم ولن تنفع الانسان ولو بمثقال ذرة من نفع

اليهودي لو تكلمت امامه بشكل يناقد فهمه للدين سوف يرد عليك ويذهب ليجمع الادلة والبراهين والحجج على صدق اعتقاده .. ولو تكلمت امام المسيحي بشكل مختلف عن فهمه سيدافع باستماتة على فهمه للدين .. وكذلك الحال مع المسلم

لكن المشكلة هي انه دائماً يوجد وراء الخوف شيء جيد !! .. عالم واسع لم ندخله .. فالمسلم واليهودي والمسيحي وصاحب اي اعتقاد لو توقف عن التمسك بفهمه للدين واعتباره هو الدين ذاته لعرف الدين على حقيقته

لاحظ عزيزي ان المسلم والمسيحي واليهودي لم يختلفوا الا في فهمهم للدين وتأويلهم لكلام الانبياء والحكماء !! .. لكن الجوهر ذاته واحد .. الدين واحد وهو الإسلام .. لكن الاعتقادات والشرائع مختلفة !! .. لكن كل نبي وكل شخص نسبوا نفسهم اليه كان في الاصل ليس بيهودياً او بنصرانياً او بإسلامياً بينما كان مسلماً

اممممممممم كيف تقول الدين الاسلام ثم تعود وتقول لم يكن اسلامياً ؟
عزيزي افتح عقلك .. هناك فرق كبير بين ان تكون مسلم وبين ان تكون اسلامياً ..  عليك اولاً يا عزيزي ان تنسى ما تعرفه عن كلمة اسلام وتقرأها بدون اي تشفير مسبق بغض النظر عن كل شيء تعرفه عن الاسلام !! .. الكلمة واضحة يا عزيزي الاسلام هو الاسلام .. الشجر والحجر والمطر والورد وكل شيء بالكون هو مسلم والا كان اختل الكون كله .. الاسلام يا عزيزي هو حال نعيشه وليس قالب اعتقادي .. الاسلام هو الدين الحق ليس ديناً اخر ولا يوجد دين عند الله الا الاسلام وانما الديانات الموجودة هي من صنع البشر ما انزل الله بها من سلطان

الاسلام يا عزيزي ببساطة هو ان تسلم نفسك لله وتستسلم مثلما استسلم كل شيء .. ان تسير على نظام الله في الكون .. والسير بشكل متعاكس مع نظام الله في الكون "الفطرة" .. هو العصيان او المعصية او الذنب والكفر هو رفض نظام الله والسير بشكل مضاد له .. واي كلام معاكس للنظام الطبيعي او النظام الالهي السائد والسائر في الكون فهو ليس من الاسلام في شيء .. اذ ان الاسلام هو الفطرة .. وان خالف الكلام الفطرة يضرب به عرض الحائط

الديانات الثلاثة النصرانية واليهودية والاسلامية هي عبارة عن وجهات نظر مختلفة عن الدين ذاته .. كل نبي او حكيم جاء بالشرائع المناسبة للوضع الزماني والمكاني الموجود فيه .. لكن الدعوة كلها واحدة .. وهي توحيد الله والعودة للفطرة

نحتاج الآن لتوضيح ماهية التوحيد ؟
طبعاً التوحيد ليس الاعتقاد بشخص خالق للكون دون باقي الاشخاص .. الموضوع ليس له علاقة بالاعتقاد .. اذ ان التوحيد هو الشيء الوحيد الذي عندما تعبر عنه لا تقول الا اشهد !! .. اشهد انه لا اله الا الله !! .. فماذا لو لم تشهد .. وما هي الشهادة .. كيف نشهد التوحيد !! .. كيف لمن لم يرى ان يشهد ؟

نحتاج لأن نعيش هذا التوحيد .. التوحيد يا عزيزي ان تعرف انه لا الا الا الله .. اله واحد .. هو له الحول والقوة والامر وكل شيء يتحرك بأمره .. وهو من بيده الملك والسلطان

طبعاً عقلك يا عزيزي القاريء سيأخذك بعيداً لمنطقة ما فوق السحاب يجلس عليها شخص ضخم ذو لحية بيضاء غاضب طول الوقت وسادي يعشق ان يتمجد من البشر وخلقهم فقط ليمجدوه ويحمدوه ويسبحوه !!

هذه المشكلة عندما نقول الله او الاله .. مما دفع بعض الحكماء ان يقولوا انه لا يوجد اي اله .. وايضاً برأيي هذا لم يحل المشكلة .. اذ وجود اله من عدمه امر مجهول وغير مهم من الاساس !! .. التوحيد يا عزيزي ليس الاعتقاد بوجود اله واحد .. لكن ان تعيش وانت لا ترى في حياتك الا اله واحد .. اسمه عندنا الله .. عند اليهود اسمه يهوه الوهيم  .. وعند الهندوس اسمه براهما وووو .. كل من عاش التجربة ادرك انه يوجد ماهو اكبر من البشر وما يمدهم بالحول والقوة طول الوقت والذي بدون لا يكون اي شيء وبوجوده يكون كل شيء

ادراكك انه لا اله الا الله ليست تجربة اعتقادية .. بل تجربة حياتية !! .. عندما تقول اشهد وانت لم تشهد فأنت تكذب يا عزيزي .. اشهد اولاً ثم قل اشهد .. الموضوع يا عزيزي ليس بترديد الكلمات والله يا عزيزي ليس بإنسان يؤاخذ الناس بما تكرره السنتهم .. بل ينظر الا قلوبهم ويراهم من الداخل .. عزيزي ان لم تشهد انه لا الا الله فأنت لم تسلم بعد حتى لو اعتقدت بعقلك انه لا اله الا الله وحتى لو ظليت كل يوم تقول لا اله الا الله لا اله الا الله لا اله الا الله !

موضوع الحلال والحرام اكثر موضوع ضر البشر واستخدم بشكل سيء من قبل مجموعة من الحمقى استغلالاً لسذاجة وجهل العامة " الذين لا يملكون او لا يهتمون بعلم الدين الحقيقي اسماهم القرآن بالأميون"  يقول القرآن : "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون" .. فبإسم الحلال والحرام تم قمع ومنع وتشفير واستغلال الناس والتلاعب بعقولهم واستعبادهم ونسب العبودية لإلههم الخاص الذين اطلقوا عليه لقب الله

عندما يعرف الله بالعقل "الاعتقاد" .. فسوف ننظر اليه على انه انسان خارق او انسان ضخم او انسان فائق الانسانية .. لإن العقل يا عزيزي القاريء تعرف على الإنسان ولم يتعرف على الله ولم يسعه .. بل رأى الانسان "نفسه" وتعرف عليه ووسعه .. العقل لا يمكن ان يرى الا ما تعرف عليه .. منذ طفولتك عندما يسألوك ما هذا ان لم يكن احد قال لك من قبل لن يعرف عقلك .. لكن لو عرفه عقلك من قبل سوف تقول هذا كذا وكذا " ما قالوه لك من قبل" .. لكن قلي يا عزيزي متى عرف عقلك الله ؟ هل قابلت الله .. ماهو الله .. هل سمعته ؟ هل رأيته ؟ هل تفهم ماذا يعني كون الله يتكلم ؟ .. هل تعرف ماذا يعني كون الله يغضب ويرضى وو .. انت لا تعرف لذلك عندما اقول لك هناك اله .. فأقصى ما يمكن ان يعرفه عقلك هو الانسان المثالي للغاية .. فسوف يتصور عقلك الله على انه انسان مثالي وقوي وخارق .. وعندما اقول لك هذا الاله يغضب .. فسوف تتصور رجل يجلس فوق السحاب يحمر وجهه ويثور ويغضب ويرفع صوته !! .. ولو قلت لك الله يرضى ستتصور انسان مبتسم !! .. لكن الله مستحيل مهما فعلت ومهما سمعت ومهما قرأت ان تعرفه من خلال الاعتقاد !! .. ستسمع كلام عنه وستفهمه وفقاً لحدود معرفة عقلك !! ولن تتعرف عليه ابداً

وعندما اقول لك الله حلل وحرم .. فسوف تتصور شخص طلب من الناس ان يفعلوا شيء ما وان لا يفعلوا شيء ما وسوف يعطي من يسمع الكلام جائزة .. ويعاقب العاصي .. بالظبط مثلما يفعل الإنسان

لكن يا عزيزي لنفهم الدين الحق علينا اولاً ان نضع كل معتقداتنا وافكاراتنا واسقاطتنا جانباً ولو بشكل مؤقت لنتمكن من رؤية الاشياء كما هي .. توقف عن فهم الدين كمعتقد للحظات .. ولننظر اليه على انه تجربة وحياة نعيشها .. وسوف تتفاجأ يا عزيزي القاريء كيف ان الدين حي في كل لحظة وحقيقي جداً سواء اعتقدت فيه او لم تعتقد

هذه هي البداية .. سندخل معاً للدين من جانب مختلف .. سندخل الدين معاً كتجربة نحياها

يتبع ..



طريق الإنسانية الجديد 3


سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. :)

من اهم الاشياء الخاطئة التي قد تعلمناها منذ الصغر .. انه علينا ان نحب مجموعة من الناس ولا نحب مجموعة اخرى .. 

فإن كان الآخر يعتبر نفسه منتمياً لديانة غير الديانة التي تعتبر نفسك منتمي لها .. فلا يمكنك ان تحبه كما تحب اولائك الذين ينتمون الى نفس الديانة التي تنتمي لها انت ..

وهذا ليس بالشيء الصحيح .. لا يوجد سبب يجعلنا نحب مجموعة من الناس ونبغض آخرين .. بل ان هذا مجرد سلوك قد تبنيناه لأننا فقط قد تربينا عليه ..

الله سبحانه وتعالى خلق الناس من ارضٍ واحدة .. ونفخ فيهم من روحٍ واحدة .. لم يخلق الله انساناً بجنسية محددة .. لم يخلق الله انساناً بديانة محددة .. بل ان الله خلق انساناً فقط .. ثم اهله قد قامو بتجنيسه بالجنسية التي قد تم تجنيسهم بها .. ودينوه بالدين الذي هم قد تدينو به بنفس الطريقة ..

هذا الانسان لم يختار ان يكون عربياً او اعجمياً او اسرائيلياً .. هذا الانسان لم يختار ان يكون بوذياً او هندوسياً او نصرانياً او يهودياً او اسلامياً .. بل ان اهله قد قرروا الديانة التي سيدين بها .. والدولة قد اعتمدتها .. وكتبت في اوراقه .. لكنه لم يختر اي من هذا !!!

وعندما نبدأ في ان نعي ما نسمع .. نصدق ببساطة ان ما اختروه لنا هو حقيقتناً .. لأننا نسق فهم .. ولأن كل ماهو حولنا يؤكد لنا ان كلامهم صحيح !! .. فنبدأ بالقول انا مسلم انا مصري انا هندوسي هندي انا يهودي اسرائيلي انا وانا وانا .. ونبدأ في تبني تلك العادات التي يتبناها الناس من حولنا .. وتبني المعتقدات الموجودة بالديانة التي اخبرونا عنها .. ونبدأ باعتبار انفسنا مختلفين عن الآخرين .. 

لكن في الحقيقة .. ان قمت بنزع تلك الاوراق .. اسقاط كل ماقد تم ادخاله في رؤوسنا .. ستجد انه لا فرق بينك وبين الذي يسمي نفسه اسرائيلياً مثلاً .. وستكتشف ان تلك العداوة قائمة اصلاً على اساس غير حقيقي .. هذا العدو لا يختلف عنك في شيء .. وكلاكما لا تنتميا في حقيقة الامر الا للإنسانية ..

هذا العداء بين من اعتبروا انفسهم عرباً ومن اعتبروا انفسهم اسرائيلين هو من اكثر الاشياء دلالةً على مدى غباء انسان هذا العصر !! عدائكم لبعضكم البعض قائم على اساس الوهم .. فأنت لست عربياً وأنت لست اسرائيلياً .. بل هم قد قالوا لك ذلك كما قيل لهم وانت صدقت !! 

ان كنت انت قد ولدت في اسرة اسرائيلية لكنت اعتبرت نفسك اسرائيلياً وعاديت من يعتبرون انفسهم عرباً !! فالمسألة كلها ليست متعلقة بماهيتك .. بل متعلقة بما يقولوه هم لك !! اما عن ماهيتك .. فماهيتك هي انك انسان .. انسان فقط .. هذه هي حقيقتك .. انت لم يخلقك الله يهودياً ولا نصرانياً ولا اسلامياً سنياً كنت ام شيعياً !! 

تذكر ذلك دائماً .. كلنا بشر وكلنا اخوة في الحقيقة .. انا لا اقول لك ان تترك ما تعتبر نفسك جزء منه .. ولكن فقط اقول لك ان تتذكر .. تذكر ان الاخر ليس عدواً لك .. بل كلاكما واحد في الاصل .. كلاكما سواء .. اختلافكم هو فقط اختلاف سطحي .. اختلافكم يعتمد فقط على البيئة المحيطة بكم وليس بكينونتكم .. الاختلاف هو فقط في عقولكم .. كون الشخص يعتبر نفسه شيئاً ما فهذا لا يدعونا ان نكرهه فقط لأننا نعتبر انفسنا شيئاً اخر !! 

وانت كذلك لست مطالباً بأن تحب من يعتبرون انفسهم جزءاً مما تعتبر نفسك جزءً منه !! كل مالدينا هو انسااااااان .. مسألة الحب والكره غير متعلقة ابداً بما يتبناه هذا الانسان .. يمكن ان تكون متعلقة .. اذا كنا فقط نتمتع بنسبة بنسبة عالية من الغباء !!!!! .. حتى الغباء لا يمكن ان يكون دافع ان نحب ونكره بناءً على مجموعة من الاشياء الوهمية التي ربطها الانسان بذاته .. لكن فقط الاتباع الاعمى هو مايمكن ان يفعل ذلك .. الانسان المغيب فقط هو من يمكنه ان يكون ذلك .. الانسان الذي لا يعرف عن ذاته سوا ما قد اخبروه عنه هو من بإمكانه ان يكره ويعادي ويقتل في سبيل الزيف والوهم !! 

ما على الانسان سوا ان ينظر لذاته مرة واحدة فقط .. ليتعرف على حقيقة من يكون والتي هي لا تحتاج فقط سوا النظر للتعرف عليها .. ثم بعد ذلك فليتبنى ما يريده من افكار وفلسفات وعادات وتقاليد ومباديء ووووو .. لكن عليه ان لا يضيع في الزحام بدون ان يتعرف على ذاته .. ان كان الانسان لا يعرف ذاته فعلاً .. فسيكون على اتم الاستعداد لإبادة احدهم ان اساء لشيء مما يعتبر نفسه منتمياً اليه !! 

انسان لا يعرف ذاته .. يمكنه ان يحارب في سبيل بلاده ويقتل اخوته في الانسانية .. لأنه يظن انه مصري او فلسطيني او اسرائيلي او اياً كان .. انسان لا يعرف ذاته يمكنه ان يفجر نفسه في سبيل الدين !! .. انسان لا يعرف ذاته .. يمكنه ان يهاجم هذا ويطعن في اخلاق ذاك لأنه ينتمي لشيء غير الذي يعتبر نفسه منتمياً اليه !!

ويمكنك ان ترى حال البعض من الناس ببساطة شديدة .. عندما ترا التراشق بأفظع الالفاظ والتضارب بل والقتل احياناً "كأحداث بور سعيد"  بسبب الإنتماء لأحد فرق كرة القدم ههههههه !!

انسان لا يعرف ذاته يمكنه ان يكون تحت سيطرة احدٍ ما .. فكل ماعليك فعله .. هو التحكم فيما يعتبر نفسه منتمياً اليه !! .. فقط وبهذه البساطة .. ويمكنك ان تسيره هو والملايين كما يسير القطيع في السرب !! 

يمكن لهذا السبب .. يعلمونا كل شيء في المدارس .. الا التعرف على انفسنا .. ولا يتطرقوا له حتى !! لأنهم يحبون ان يبقوا الانسان تحت سيطرتهم .. فإن انسان خارج سيطرتهم سيتسبب في ازعاج كبير لهم .. وعندما اقول "هم" فأنا لا اقصد احداً ما ولا اتحدث عن جهة بعينها .. ولكني اتحدث عن المجتمع ذاته .. فالمجتمع يحب الإنسان الصالح !! والإنسان الصالح في نظر المجتمع هو ذلك الانسان الذي لا يخالف الاعراف والتقاليد ولا يسبب اي ازعاج ..

لكن الانسان اليقظ سيكون مصدر ازعاج للجميع .. لأنه ليس بمعمي عن شيء .. سيكون هو الشخص الذي يتحدث عن الحق وان خالف جميع الاعراف والتقاليد والاديان .. لأنه ليس تحت سيطرة اياً منها ويعرف من هو تماماً !! هو انسان غير متوقع .. وكونه غير متوقع هو شيء مزعج .. يجعل اذهان الناس تعمل !! .. يطعن في كبرياء المجتمع الذي يتباهى دائماً بتراث الاباء والاجداد حينما يأتي بشيء مخالف .. لذلك هو غالباً ما يكون مزعج وغير مرغوب فيه من رجال الدين واصحاب الشأن واكابر القوم !! 

لكن اولئك الذين يحدثونكم دائماً بما تعرفونه ليسوا الا جزء من مجتمع في اساسه مبني على ان تكون نائم مغمض العينين .. اولئك الذين يكررون على مسامعكم نفس الكلام مرات ومرات ومرات ماهم الا جزء من القطيع الذي يسير على السرب .. قطيع نائم يسير مع بعضه بعضاً وليس له قائد !!

ان الذين يتحدثون بما تعرفونه نائمون عميان ليس لديهم من العلم شيئاً .. بل ان كل علومهم مستعارة !! 

لكن هذا الانسان الذي يتحدث بكلام جديد .. هذا الانسان الذي لا يمكنك ان تتوقع ما سيقول .. هذا الانسان الذي يأتي بما لم يأت به احدٌ قبله .. هو الإنسان اليقظ بحق .. الانسان الحي بحق .

لا يوجد نبي الا وكان مخالف لما هو معروف .. لا يوجد نبياً الا وقد تمت محاربته ومعاداته من قبل سادة القوم وكبرائهم ورجال الدين والكهنة .. وان خرج محمد الآن وقال كلام غير الذي يعرفه العرب لحاربوه .. ولكذبه رجال الدين الفطاحل !! .. وان خرج المسيح في النصارى بكلام غير الذي يعرفونه لقالوا عنه شيطان كما قال عنه كهنة وحاخمات اليهود من قبل !!

كل ما نحتاجه فقط .. هو ان نتذكر من نحن بحق .. نظرة واحدة لذواتنا تكفي !! وعندما نكن متذكرين من نحن بحق .. فلا يمكن ان نكون تحت سيطرة المجتمع .. ولا يمكن ان نكون عمياناً عن الحق اذ جائناً .. وان اتباع الانبياء ليكونوا هم دائماً الاشخاص الذين يرفضهم المجتمع .

وشكراً :)